كتب / رائد قديح منذ القدم عمل الغرب على تقسيم الوطن العربي الى دول كل دولة منه لها شأنها الخاص بها وزرع بذور الخلاف بين هذه الدول كي لا تسعى يوما الى وحدة عربية شاملة واصبحت كل دولة منغلقة على ذاتها وزرع ايضا داخل كل دولة بذور الخلاف بين الطوائف والاحزاب كي يبقي على حالة صراع داخل كل دولة لتمزيق نسيجها الاجتماعي واضعافها اقتصاديا وسياسيا كي يبقي على تبعيتها له لسهولة السيطرة على خيراتها وثرواتها وكلنا سمعنا وبعضنا شاهد ماذا فعل الغرب مع جمال عبد الناصر حين رفع شعار الوحدة العربية وبدأ بتطبيقه على ارض الواقع الا ان الغرب كان شرسا جدا في رد فعله ضد عبد الناصر ونجح في ضرب مشروع الوحدة مستغلا غباء بعض قيادات العمل السياسي واطماع البعض الاخر مع ان الجماهير العربية كلها بايعت عبد الناصر ولكن الامر لم يكن بأيدي الجماهير وبعد ذلك استغل الغرب حالة الانقسام العربي وبدأ يستفرد بالدول العربية دولة دولة بدءا بفلسطين مرورا بالعراق وتقسيم السودان وتونس وضياع ليبيا وتدمير اليمن وسوريا واختفاء الصومال والتآمر على مصر وانقسام الفلسطينيين ، وهنا اسجل دعوة لكل المثقفين العرب بالدعوة الجادة والعمل الدئوب من اجل خلق مناخ ثقافي شامل يكون مقدمة لوحدة عربية شاملة ومكتملة الاركان للحفاظ على ما تبقى لنا من عروبة واسترجاع ما سلب وتحرير ارضنا العربية من كل صنوف الارهاب الفكري والدموي الذي بدأ يستفحل في بلادنا ووصلنا الى ما وصلنا اليه وهنا يستحضرني سؤال يطرح نفسه وبقوة ترى لو كانت الدول العربية تجمعها وحدة اقتصادية قوية وارادة سياسية وعملت على تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك وتشكيل قوة عربية رادعة هل كان سيحدث بنا ما حدث ..؟
الم يكن لخلافاتنا العربية دور مهم فيما حدث لنا … كيف ندفع باتجاه الانغلاق على نفسنا في كانتونات في ظل الهجمة الشرسة التي تسعى الى تركيعنا بشتى الوسائل كي نقبل بما يسمى الشرق الاوسط المزعوم ونحن لا حول لنا ولا قوة كي تكون السيادة فيه لاسرائيل والغرب للسيطرة على كل خيراتنا وثرواتنا .
رحم الله الزعيم الخالد / جمال عبد الناصر الذي دفع حياته ثمنا” لهذا الحلم الذي مازال قائما حتى بعد رحيله وسيبقى حلمنا جميعا الى ان يتحقق .
